ويبقى الحب
والتقينا حيث الحب والغرام أحببته من أول لقاء وأحبنى أيضا وتعاهدنا على البقاء والا يفرقنا الزمان , قضينا أحلى اللحظات وتمتعنا بأجمل الاوقات , كان حبنا بنقاء الماء ,وكنا روح واحدة بجسدين , لا أحد كان يستطيع أن يفرق كلامى من كلامه , تشابهنا فى كل شىء .
خمس سنوات من الحب والعشق مرت سريعة وكعادة البشر قرروا الا يدوم الحب بعد كل هذا العشق , واتفق الجميع على حبنا وانهار كل شىء فى لحظة ,كل الوعود ماتت بلحظة غضب , لا أعلم ماذا حدث , ولكن كل شىء ضاع , وافترقنا حيث الالم والجراح , وفى لحظة كبرياء مؤسفة تقابلنا ورفضت الانتباه , فذهب وسافر بعيدا , وعندما علمت بسفره أصابنى الانهيار ومن انهيار لانهيار لوصولى لحالة من الهذيان , انقطعت عن الطعام والشراب ومات بداخلى الكلام , واستمر الحال لفترة طويلة الى أن أنعم الله على بالشفاء , كنت حينها فى الخامسة والعشرون , جميع من حولى من البنات تزوج وأنجب وانا ما زلت بكرا , وكيف لى أن اصبح هكذا , الا تخافى لوم اللائمين , وكيف ان اـزوج غيره , كل من حولى يطلقون كلمات كالرصاص , وأمى المسكينة فى حالة غضب مستمر ,تريد أن أتزوج وبأى شكل , فما زال لى أخوات بنات أصغر منى , وكيف لهم أن يتزوجوا وأنا ما زلت هكذا , الجميع أرغمنى على الزواج ووافقت على أن اـزوج غيره
ويا ليتنى ما وفقت , وفى يوم الزفاف , طلبت من أمى أن تنهى كل شىء , ما عاد بوسعى أن اكمل هذه الزيجة , فصرخت أمى فى وجهى , كيف هذا ؟ واليوم يوم الزواج , وحملونى مرغمة على زواج من شخص أخر غير من أحببت , وقررت نسيان كل شىء , وتزوجت ومرت الايام والشهور وأنجبت أول مولود لى , ومن أول يوم زواج وأنا ارى الاهانة والذل , كيف لى أن انسى من أحببت وأنا لم ار غير الضرب والسباب على أقل وأتفه شىء , عشت المعاناة بكل أشكالها والوانها ,ولكن هل لى من عودة ؟ , وبعد مرور عامين حضر الغائب من السفر وطلب يدى من أخى , فصدمه أخى بانى تزوجت وأصبحت أم , هكذا أخبرونى فيما بعد ,
ومرت الاعوام وأصبح لى اطفال عدة وحاولت النسيان ولكن كل شىء اصبح أسوء من ذى قبل , ما عاد بوسعى ان أـحمل كل هذا , أصبحت أتمنى الموت كل يوم لاتخلص من العذاب والضرب والاهانة , ويا ليت كان كل هذا بسبب , وكأن الضرب والاهانة فرض ولا استطيع التخلص منهم , وبعد 16 عام من الزواج توفى زوجى وتركنى أم واب لاطفاله , وحينها نسيت أنى امرأة , ولم أفكر فى شىء غير تربية أبنائى , وقد عرض على الزواج باشكاله والوانه , ولكنى رفضت ورفضت , كيف لى أن اصبح سجينة لمرة أخرى لرجل أيا كان , فقد كرهت جميع الرجال بسبب زوجى وما فعله بى , كما ان اولادى أهم عندى من أى شىء , ومرت الاعوام , ولكنى كنت دائما أحكى قصة حبى لاولادى ولاصدقائى , كنت اتحدث عنه وكأن الايام لم تسرق منى أحلى الاشياء , ولم أخجل يوما من أن أذكر من أحببت لان الحب كان نقيا دون أن تصيبه شائبة , عشت فى حالة حب مع حبيب أعلم جيدا أنه أحبنى أكثر من روحه وأنه مازال يحبنى فقد علمت من اقارب له انه انجب وسمى المولود على أسمى , وفرحت كثيرا لانه مازال يحبنى , ومرت الاعوام على فراقنا , أكثر من 30 عاما ,لم أر فيها حتى ظله ولم أسمع صوته , وطالما طلبت من الله أن اراه ولو مرة واحدة قبل موتى أو حتى أسمع صوته , ويشاء القدر أن التقى بأخته , كانت صغيرة حينها , ولم أـعرف عليها فى بادىء الامر , ولكن عندما تحدثت عن الذكريات وعن الماضى وعن اخواتها , سالتها فى عجلة عن أسمها , وعندما أجابت , علمت أنها هى , وتحدثت فى دهشة , هل تتذكرى فلانة , قالت نعم , قلت لها ها أنا من أتفق الجميع على حرمانى من حبيبى , فنظرت فى دهشة , فقلت لا تندهشى : هذه معالم السنين ,
شات،
منتدى
فسألتها عنه , فقالت سوف يحضر قريبا من السفر , وطلبت منى رقم الهاتف , فأعطيتها دون تردد , وأنتظرت مع الايام أن يرن الهاتف وأن يكون هو المتصل ,
وفى يوم كان أشبه بالروعة , رن الهاتف , وكان هو , قال ممكن أتحدث الى فلانة , قلت نعم : ها أنا هل نسيت صوتى ؟, ونسيت كل شىء حينها وعاد بى الزمان للوراء وشعرت بانى مازلت فى العشرين من العمر وتحدثنا وأخبرته أنه لايزال فى القلب رغم البعد والفراق , مازال الحب يقتحم قلبى , مازلت أحكى للجميع عن قصة الحب التى جمعتنا وعن الفراق الذى أبعدنا ,فتنهد قائلا : مازلت احبك وحبك يسرى فى دمى , سأحاول الحضور لرؤيتك , قالت : كيف ؟ لم أعد كما كنت ,قد ترك الزمان اثره على وجهى وأنا الان مريضة وتغيرت ملامحى , قال : أنت مازلتى حبيبتى رغم كل شىء ,وانتهت المكالمة وعشت للحظات مع الحب الابدى فى حياتى , ومرت الايام ولم يأتى , كانت ظروفه أقوى منه , وحزنت كثيرا ولكنى عذرته , واستمرت الحياة كما كانت , وحمدت الله أنه لبى رجائى وأنى سمعت صوته بعد كل هذا العمر .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وبعد عدة شهور توفت تلك السيدة رحمة الله عليها ,وعندما علم بوفاتها حضر الى قبرها ليرى المكان الذى ضم محبوبته , وبكى كثيرا على فراقها ,فالان حان موعد الفراق الثانى والابدى , ولكن الحب مازال ينبض بداخله , كما كان ينبض بداخلها ...........ويبقى الحب